والتواكل هنا معناه الاعتماد على الآخرين فى تحقيق السعادة الذاتية له، كما الحال مع المشاهير
فسعادتهم الأساسية تعتمد على الإطراء والإعجاب ممن حولهم وترتبط السعادة عند هذه الأشخاص
أو بما نسميه بالحالة المزاجية الإيجابية على أشخاص آخرين .. فلا ينبغى أن ترتبط بالمواقف المؤقتة
التى يعيشها الشخص فينبغى أن تكون نابعة من داخله.
أحببت أن اضيف هذه القصه الي اعجبتني وجعلتني
أفكر في اساس طرحي وهي قصه للأديب / مصطفي لطفي المنفلوطي
حيث يذكرنا ان السعادة ليست في الغني والمال بل في راحة البال واكفاء الذات والتقرب من الله .
يقول الاديب
حدث أحد الأصدقاء : بينما أنا فى منزلى صبيحة يوم اذ دخل على رجل صياد يحمل فى شبكة فوق عاتقه سمكة كبيرة ،
فعرضها على ، فلم أساومه فيها بل نقدته الثمن الذى أراد ، فأخذه شاكرا متهللا و قال : هذه هى المرة الأولى التى أخذت
فيها الثمن الذى اقترحته ، أحسن الله اليك كما أحسنت الى ، و جعلك سعيدا فى نفسك ، كما جعلك سعيدا فى مالك ،
فسررت بهذه الدعوة كثيرا ، و طمعت فى أن تتفتح له أبواب السماء المنغلقة .
و عجبت أن يهتدى شيخ عامى الى معرفة حقيقة لا يعرفها الا القليل الخاصه ، و هى أن للسعادة النفسية شأنا غير سعادة المال ،
فابتسم ابتسامه هادئة مؤثره و قال : لو كانت السعادة سعادة المال لكنت أشقى الناس ، لأننى أفقر الناس ، فقلت : و هل تعد نفسك سعيدا ؟
قال : نعم ، لأننى قانع برزقى فرح بعيشى ، لا أحزن على فائت من العيش ولا تذهب نفسى حسرة وراء المطامع ، فمن أى باب يصل الشقاء الى قلبى ؟
قلت : أيها الرجل أين توجه ؟ ما أرى الا أنك شيخ قد فقد عقله . كيف تعد نفسك سعيدا ، و أنت حاف غير منتعل ، و عار الا قليلا من الأسمال الباليه و الأطمار السحيقه ؟
قال : ان كانت السعادة لذة النفس و راحتها و كان الشقاء ألمها و عناءها ، فأنا سعيد ، لأنى لا أجد فى رثاثة ملبسى ولا فى خشونة عيشى ما يولد لى ألما ، أو يسبب لى هما ،
و ان كانت السعادة عندكم أمرا وراء ذلك ، فأنا لا أفهمها الا كذلك.